أي تظافراقتصادي؟
تأليف الأستاذ الدكتور كميل الساري
Cabrera Editions Janvier 2011
مقدمة
يكتسي كتاب الأستاذ الدكتور كميل الساري أهمية خاصة للأكاديميين حيث يعرض إشكالية استراتيجية تكامل دول اتحاد المغرب العربي وخاصة الاقتصاديات الدافعة كما يهم أصحاب القرار في القطاع العام بشأن مزايا التنسيق الاقتصادي الأفضل في المرحلة الأولى والتكامل التدريجي في المرحلة الثانية.
وقد قام الأستاذ الدكتورالساري بتحديد الأسس النظرية الحديثة للعملية بشكل مكن من إيضاح مجمل الأدوات الكفيلة بالتحليل الضروري لإدارة التكامل مما حدى به إلى إثارة تجارب عدة دول مثل تلك التي عاشتها دول أوروبا الشرقية السابقة وذلك حسب أهميتها، وبذلك قدم للقارئ مرجعية نظرية وتطبيقية حول المواضيع الجوهرية لانطلاق عملية التكامل.
وقد تم عرض الرسوم البيانية والنماذج المطلوبة بشكل واضح وجد مفيد لأي طالب يدرس موضوعا يتعلق بالاقتصاد النقدي أوأي شخص يعمل منذ فترة في أوساط القرارات.
وإن كل الدراسات مقدمة بوضوح متناه ولها هدفان حيث يتعلق الأول بتوفيرالأدوات الضرورية لفهم عملية التكامل ويتعلق الهدف الثاني بإبرازالفوائد والمزايا التي يمكن أن تتحقق لدى مختلف الدول من خلال تنسيق أفضل للسياسات الاقتصادية وتكامل متنام ونهائي.
وإن رجال الأعمال والعلماء والطبقة العاملة والمواطنين من كل صوب ينادون بقوة وبصوت عال من أجل إرساء استراتيجية التعاون بشكل مشابه للدول الأوروبية أوعلى الأقل دول الخليج للإستفادة من الإمكانيات التي تتمتع بها المنطقة.
ومن الصحيح أنه يمكننا الرجوع إلى بعض المراجع و مشاريع البحوث حول المسألة وهو ما قام به رجال الفكر للاستفادة منه على أنهم يعتبرون ذلك ضمن الأجندة السياسية لمختلف الدول، وقد يكون من السابق لأوانه استخلاص النتائج حول الأسباب العميقة لمثل هدا الفشل ولكن كتاب البروفيسوركميل الساري يستجيب لجزء من هذه المتطلبات ويندرج ضمن الأسس في هذا المجال فهو يبين لنا بأنه رغم وجود مسارات مختلفة للسياسات الاقتصادية في الجزائر و المغرب يظل هناك مجال للعمل والاستفادة من الاختلافات الطبيعية والتقنية والعلمية.
ويتركز الكتاب على المسائل النقدية: المديونية ومتوسط الصرف والتضخم والانتاجية وغيرذلك وقد نجح المؤلف في تحليل هذه المواضيع بعمق لأنه على سلطات القطاع العام استخدام وثائق الانتظام ومختلف الأدوات للتوصل إلى نظام تنسيق ملائم.
وبالنسبة للجزء المتبقي: استثمارات ومشاريع ملموسة وتعاون علمي...يعود تدبير العملية المذكورة إلى الفاعلين الميدانيين وإن رجال الأعمال والعلماء والمنظمات غير الحكومية والنقابات والمواطنين العاديين في كلتا البلدين لاينتظرون غير إشارة قوية من السلطات السياسية للبدء في بناء مغرب الغد، ولكن الدول تحتاج إلى إعداد إطار في الاقتصاديات الكبرى لتوجيه العملية، ويستمد كتاب البروفيسور معناه في هذا السياق وهو يملأ فراغا كبيرا في المجال المذكوروسوف تكون له حظوة كبيرة في التوجه لبناء المغرب.
ويمكننا التذكيربأن هذا البحث يستمد قوته من تجارب النجاح والفشل التي عرفتها تجمعات أخرى مثل الاتحاد الأوروبي حيث نحتاج بشكل كبير لمعرفة النجاح والفشل الذي عرفته مؤسسات أخرى للتحضير بشكل أفضل للمستقبل وقد تمت دراسة التجربة اليونانية في هذا الاتجاه.
وبإمكاننا القول بأن هذا الكتاب تم اعتماده ليسود في فضاء جديد و حيوي يضمن استمرارية دول المنطقة في سياق اقتصاد معولم تجاوز النظام المالي بشكل كبير ويتطلب حسن الإدارة من أجل النموواحتسابا للأيام الصعبة.
كما يعتبر هذا الكتاب المتميز مرجعا هاما لفهم العلاقات الدولية وأهميتها في دول مختلفة في خياراتها التنموية مثل الجزائر والمغرب ويعرض البروفيسوركميل فكرا هاما يعنى بتقوية التبادل الاقتصادي بين الدول المغاربية انطلاقا من الإحصائيات الحديثة حول البلدين.
ولا يعرض الكتاب دراسة كاملة حول جميع المسائل فحسب ولكنه يقدم ما هو أساسي ويبرزولعه الكبيربمسائل التكامل المغاربي والاقتصاديات الكبرى.
وفي الواقع نحن في حاجة منذ فترة طويلة لهذه الدراسة وما نأمله هوأن يؤدي هدا الحوارإلى قيام أصحاب القرارباتخاذ قرارات شجاعة على درب بناء متقدم وسريع للمغرب الكبير.
بقلم : عبد الحق العميري PHD جامعة كاليفورنيا رئيس مدير عامINSIM